المملكة العربية السعودية- قوة النمو والمبادرة السياسية الحاسمة

المؤلف: عبده خال10.16.2025
المملكة العربية السعودية- قوة النمو والمبادرة السياسية الحاسمة

المملكة العربية السعودية محط أنظار الجميع، وهذه سمة الدول العظيمة التي تسعى جاهدة نحو التطور والازدهار بعزيمة لا تلين، دون أن تتأثر بما يُحاك من أقاويل أو ما يحدث من متغيرات.. فحديثها ليس مجرد تبادل للكلمات، بل هو تجسيد لنجاحاتها من خلال تحقيق المشاريع المستقبلية الطموحة، فكل يوم يمر عليها يحمل إنجازًا جديدًا، وتستثمر الغد في مواصلة التقدم والازدهار، وقوة المملكة تكمن في عدم الاكتراث بما يقال عنها من محاولات لعرقلة مسيرتها، بل تحويل التحديات إلى طاقة دافعة للبناء والتنمية، فالفارق شاسع بين ما يُشاع عن المملكة وبين واقعها الزاهر بالإنجازات، وأذكر أنني كتبت منذ سنوات مقالًا بعنوان «لم يعد الهدوء مجدياً» تناولت فيه تحول السياسة الخارجية السعودية، وقارنت بين الماضي القريب والحاضر المفعم بالانطلاق نحو المستقبل بعزيمة وإصرار، وأشرت في ذلك المقال إلى أن المملكة دولة ذات طبيعة حيوية، وأهم ما يميز الكائن الحي هو النمو والتطور، فإذا كانت سياساتها الخارجية تتسم في السابق بالصمت تجاه الإساءات، وإدارة القضايا السياسية دون التطرق إلى من أساء إليها أو تآمر ضد مصالحها، أو راهن على مواقفها العلنية أو السرية، فإن ذلك كان جزءًا من الماضي، أما الآن فقد شهدت السياسة الخارجية نموًا طبيعيًا جعلها قادرة على المكاشفة والوضوح، ومواجهة المسيئين والكشف عن تجاوزاتهم بحزم وقوة.

ونظرًا لتشابك الأوراق السياسية في أروقة العالم وتعقيد القضايا الوطنية لكل دولة، فقد تخلصت المملكة من هذا التشابك العالمي، واختارت المسارات التي تحقق مصالحها الذاتية، تاركةً وراءها الالتزام التاريخي بالعلاقات الوطيدة مع بعض الدول، فهي ليست أسيرة لعلاقات تاريخية تجعلها تنقاد لتحقيق مصالح الآخرين على حساب مصالحها الوطنية العليا.

وقد أثبتت الأحداث المتلاحقة أن السياسة الخارجية السعودية في حالة مبادرة مستمرة للانتقال من وضع إلى وضع آخر يتلاءم مع مصالحها العليا، مهما كانت التحديات والصعاب، فهي قادرة على اختيار الرد المناسب لمن أدار لها ظهره، ففي السنوات الأخيرة حققت السياسة الخارجية السعودية انتصارات دبلوماسية باهرة، سواء تطلب الأمر مواجهة مباشرة أو غير مباشرة.

أما من ينتقد السياسة الحالية متذرعًا بأن السياسة السعودية كانت تسير بهدوء وسرية في الماضي، فيمكن الرد عليه بالقول:

- القوي قادر على الصمت كما هو متمكن من المواجهة الحاسمة.

وإذا كانت هناك دول لا تزال عالقة في تصورات الماضي عن السياسة السعودية، فعليها أن تستيقظ وتدرك أن تحت الرماد جمرًا يشتعل ويدفئ أيضًا، فمن أحسن إليها قابلت إحسانه بالإحسان، ومن أساء إليها ذاق مرارة العواقب.

نعم، تنتهج السياسة الخارجية السعودية الآن المكاشفة والوضوح، وتضع مصالحها الوطنية في قمة أولوياتها، وقد أثبتت السنوات الأخيرة أن سياستنا قادرة على تحقيق المزيد من النجاحات مهما بلغت التحديات التي تواجه العالم، فالمملكة ابتعدت كثيرًا عن محاولات التثبيط، وانشغلت ببناء دولة عظيمة يسعى الجميع إلى التقرب منها ونيل رضاها، دولة قوية وناجحة بكل المقاييس.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة